| هذا يعود إلي الأيام الأولي ليست الأولي تماماً ... و إنما أعنى أيام ما بعد الطوفان و سكنى الإنسان بمدينة بابل كما اختار الله و أرشدتنا إليها الملائكة 0 كان جميع سكان المدينة من رفاق نبي الله نوح مؤمنين ... و قد بدأت الحياة تعود إلي طبيعتها و عاد التناسل من جديد و سلك الإنسان منهج إعمار الأرض من جديد كما أمره الله 0 و ما أن مضت فترة من الزمن حتي عاد النسل الفاسد للظهور مرة أخري .. و بدأ الشيطان في ممارسة عمله في إغواء الإنسان إذ تهيأت له التربة المناسبة من النفوس الضالة0 لم يمر من الوقت هذا القدر الذي يسمح للإنسان أن ينسي أو يتناسي أو يدفع بأنها ( سنن الله ) أساطير الأولين 0 لقد فزع المؤمنون حقاً من ظهور الضلال من جديد ... و قد أسرعوا لهؤلاء الذين اتخذوا جانبا عن الجماعة بغرض اتباع الطاغوت .. و قد أخذوا في نصحهم و إرشادهم و تذكيرهم بسفينة ءابائهم و التي لا زالت رابضة وراء ظهرانيهم تقص عليهم و تؤيد ما قاله ءابائهم الأقربين ... إلا أنهم أصروا علي غيهم 0 إنها من سنن الله التي لا تبديل لها و لا تحويل ... كلما عظمت الآيات الشواهد كلما عظم العذاب ... و عندئذ و حين حل من الله غضب علي الذين كفروا من سكان بابل ... كان عقاب الله الذي تمثل في ظهور كائن ٍ جديد ٍ لم يسبق لنا أن رأيناه من قبل  لا زلت أذكر ذلك اليوم  و إن كنت لا أذكر إسم هذا الرفيق و هو أحد الذين ضلوا عن سبيل الله 0 لقد ذهبنا إليه صباحا .. لقد وقفنا طويلاً ندق بابه و لا نسمع من وراء بابه إلا صوتا غريبا ما هو بصوت إنسان ... لقد قررنا أن نحطم الباب ها هو ذا صاحبنا في هيئته الجديدة و التى كنا و هذا الكوكب الذي نعيش فوقه نراها لأول مرة إلا أنى أذكر إسم بيرشولا ... لقد كان أحد زعماء فريق الضالين .. و كان أكثرهم وحشية00 كان دائم الضرب علي صدره بكفيه كلما وعظناه محذرا إيانا من إتهامه بأنه علي خطأ ... لقد أسرعنا مهرولين إلي منزل بيرشولا ... نريد أن نري نوعية العقاب الذي أنزله الله به  .. و لكن ما أن اقتربنا من منزله حتي اعترانا الأسف  0 اللعين لم يحل به شئ ... ها هي ضربات الكفين علي الصدر يتعالي صوتها من وراء باب بيرشولا00 !!! إنه يطرق بابه من الداخل بشكلٍ هستيري  ربما من الأفضل أن نسرع مبتعدين قبل أن يخرج إلينا و يحطمنا بكفيه القويين ..  أووب لقد حطم الباب .. ها هـ !!! من هذا ___________ سيدنا نوح عليه السلام لم يحمل علي سفينته هذه النوعية من الحيوانات _ الخنزير الأليف و القردة بكافة أنواعها _ لم يكن هناك غير الخنزير البري فقط بالغابة و لم تكن بالغابة قردة .. لقد ظهرت هذه المخلوقات أول ما ظهرت بمدينة بابل الخنزير الأليف .. القرد الضخم ذو الرأس المحدودب _ الشمبانزي _ السعدان الغوريللا .. النسناس ...الخ منها ما قد انقرض و منها ما قد بقي نسله حتى اليوم و هي الحيوانات من الخنازير المنزلية و القردة بأنواعها التي نعرفها ... و لهذا يا حضرات السادة الأفاضل أتباع خليل الله إبراهيم صاحب ملة الإسلام يهوداً كنتم أم نصاري أم أميـّـيين فإنه لا يجوز لكم أن تأكلوا الخنزير الأليف و هذا لكونه إنساناً في الأساس و كذلك القرد | 
