الاثنين، 17 نوفمبر 2014

مقال سيد الأمازون

طه حسين ... عميد الأمازون . ( للكبار فقط )
**********************
إنه فيما يشبه غابات الأمازون ستجد هه الغابة يا صديقي ... الأنهار الصـــــغيرة .. الأشجار العـــــملاقة ، الغصـون و الأوراق
المتشابكة .. و كل مالا يسمح إلا ببصيـــــــــص من الضوء ما أن تألفه عيناك حتي تتضح لك الأمور ، فهيا بنا و أحضـر خوذة
الغابة معك .. أو دعها فهي غابة مسالمة ، كما نبأتنى فرق الإستكشاف كذلك بعدم جواز اصطحاب الأطفال دون الثــــــــلاثين .
إنها غابة الفنان التشكيلي ... طه حسين ... و المزروعة بضاحية الزمالك ... لقد سرت حتى بلغنى التعب و لم أبلغ نصــف هذه
الغابة المثيرة .. لقد تنسمت العطور الفرنسية و نظرت من نافذة التاريخ علي عصر المـــــماليك ، لقد تأكدت من وجود نظرية
الحفاظ علي النوع .. و سعيت للحصول علي شمعة و لكنى انشغلت بالبحث عن سبب وجودها ليحضر سبوعه و لكنى لم أجـده
، و إذ لا أريدك أن تقع في حيرة فهيا إلي قاعة المسار كما يطلقون عليها لتشاهد معي ... فلنجعل مسارنا من حيث بدأت الحياة
إنها شجرة " ءادم و حواء " كما أطلق عليها
الفنان_ إنها لوحة كبيرة تتفق و عظم بداية الحياة ، لذلك بدأها الفنان بعبارة بسم الله.. (تجدها إلي
أعلي منتصف اللوحة يميناً ) .. إنها ورقة التوت العملاقة و منها يبرز رمز الحنان عند المرأة يتناوله
الصغير " نارمر " ليستمد القوة التى أرست دعائم أول دولة عرفها التاريخ ،و اللون البنى إلي اليمين هو جذع الشجرة و لقد
تذكرت مصاعب الحياة مع اللون الأسود إلي اليسار فقررت أن أنساها عند هذا الجدار إلي يمين هذه اللوحة ، لقد عشـــــــقت
هذا الجدار ..إنه جدير أن يطلق عليه جدار النساء، إن به ثلاث لوحات لن أنساها أبداً ، هذه هي لوحة " شجرة الحياة " ،إنها

شجرة كبيرة تقوم مقام الرأس من جسم هذه المرأة ..إن كنت
تعرف شيئاً عن سر الإســـــتمرار ... أو تسمع مثلاً عن نظرية
الحفاظ علي النوع .. إنها لوحة مثيرة ولا يمكننى التبسيط،أكثر من هذه !! ، إنها لوحة ماء الحياة ... إنها نشـــــوة الإرتواء
، هؤلاء التجريديون يهوون الإختباء ، إنهم يلقون بالحجر و ما أن تلتفت حتى لا تجد أحدا منهم _ أكاد أجزم بإنه أعظم جدران
الفن التجريدي في العالم ... بالنسبة لي علي الأقل ، و لن أصف لك اللوحة اللوحة الوسطى .. فأنت تعرفها ! إنها السبب في
تواجد هذا الحارس بشكل دائم داخل هذه الغرفة .. لست أنا المقصود بل أنت ، و أرجو ألا تبدأ في الصــــــــياح و الحديث عن
التجاوزات ... إن الفنان ملزم بسرد الحقائق ... فهذه هي ثالثة هذا الجدار الذي يمثل نصف الـــــــكوكب ، إن الفنان يقول أنها
" الدوامة " ... و لكنى ما أن وقفت أمامها حتى تذكرت هذه الأبيات لــــــــــــــنزار **
إمرأة من قسطنطينة .. لم تعرف شـــــــــــــفتاها الزينة .. لم تدخل حجرتها
الأحلام .. لم تغرم في عقد أو شال .. لم تعرف كنساء فرنسا .. أقبية اللذة في بيجال **

" إنها قصيدة جميلة بو حريد " ، أما هذه فليست قصيدة الدوامة ... فأنت لست طيباً إلي هذه الدرجة يا صـــــــــــــديقي ..أم
تراك كذلك ! ؟ ، ربما زرت الهند من قبل ؟ فإن لم تفعل فهذه هي اللوحة رقم 13 و قد صورت لك جانباً من غمـــــوض الهند
وسحرها ، إنها شخصيات من الهند منها الواضح و منها الغامض ... نفس غموض هذا الشتاء العنيف بالفـــــــيوم !!!..علي

ما يبدو أن الفنان قد أمضي فترة من حياته بالفيوم أثمرت هذه السلسلة التى أطلق عليها " Landscape ".. فالـــــلوحات
أ & ب& ج ... تكاد تتحدث عن صلة المرء بربه و التى تزداد بمرور الأيام .. و هذه السحب الحــــــــزينة بإثنتين منهن !!!
لا أدري ؟ .. ربما لم يحقق ما كان يصبو إليه في الحياة .. .. أما باقي لوحات هذه السلسلة و المنـــــتشرة في أنحاء المعرض
فستجد نهراً صغيرا يتوسط الحقول التى يختلف لونها باختلاف المحاصيل،و هذه هي قنوات المــــــــــــــاء علي هيئة خطوط
متشابكة داخل الحقول و هي كذلك تعنى فوق سطح النهر أمواجه الصغيرة .
إن أسلوب هذا الرجل شيق في ترميز الأشياء و الأشخاص ... إنها ألغاز مــــــــــــمتعة قد يقلل من متعتها إلتجاء هذا الحارس
لإتخاذ إجراء ما إن بقينا في هذه الغرفة أكثر من هذا فهيا بنا إلي الردهة الوسطي .. إن ليالي الشتاء الباردة يحـــــسن بالمرء
أن يقضيها في منزله ... و علي ذكر الليل يا رفيقي ... فإنك لا تجده بل هو الذي يجــــــــــدك .. فإن حدث و وجدته فقل فيه ما
تشاء فلن يراجعك أحد ، إنها اللوحة رقم 21 بالردهة الوسطى و التى ما أن تدخلها حتى تجد لوحة الشرق و قد شقها الفنان
إلي نصفين عن يمينك و يسارك ليبسط لك لغزهما ، و أمامهما ستجد ذكريات الحي الذي أنجب هذا الفــــــــــنان .. إنه حي
أولياء الدين .. أزهي عصور مصر المملوكية .. إنه حي الجمالية و هذه هي المشـــــربية المملوكية الجميلة التى يفخر بها ،
و إلي الجوار لوحة دينية جميلة .. إنه مسجد قبة الصخرة وهذه هي جموع المصلين ، لقد استخدم الفـــــنان أداة أخري غيــر
الفرشاة في تشخيصهم ، إنها الساعة ذات العقارب الشرقية .. ها هو ذا قد امتطي العقرب الطويل عند الدقيقة العاشــرة ليتجه
مباشرة إلي اللوحة الملاصقة .. لقد أسرع للإختباء داخل دولاب اللوحة 23 .. هيا نلحق به قبل أن يختفي .. إصغ.. سيــدعى
وجود عاصفة فلا تصدقه إنه يخدعك ، هذا الرجل يجيد الإخفاء .. إنه يضع البنطلون داخل فرن البوتاجاز لا يعلم أن لدي
حاسة شم غير بشرية ، لقد أحدث أكبر قدر من الإنفعال و الإضطراب و العرق و الجنون ... إحتفظ بهدوئك يا صـــــــــــــديقي
و تحري العرف في اقتحام الحياة ، هذا هو ما يقوله لك الفنان إن كنت قوياً .. هل أنت قوي ؟ هل مارست لعبة رمي الرمـــــح
مثلاً ؟ هل تقذف بعيداً إذن ؟ جميل .. أنت أفضل حالاً من عميد الأمازون إذ أفصح في اللوحة رقم 2 إذ يتغنـــــــى بهذا البيت
المشهور * ليت الشباب يعود يوما .... * أنه لم يعد قوياً بما يكفي ... ها هو قد صور الشيب علي هيئة عاصــــــــــــفة كتبت
إسمه بحرف لاتينية في الوقت الذي قبع هو فيه كالثـــــعـــــــــــلب إلي أسفل يسار اللوحة يضحك ساخراً .. لقد صوره الشيب
جواداً كذلك أسفل المـنــتــصف ... جواد مندهش دهشة هذه المرأة في لوحة الـــــــسبوع عند مدخل المعرض .. لا أدري أين
ذهب طفلها !!؟ .. ربما لم يكمل الســــبعة أيام .. سيكون شيئاً حزيـــــــنا بالطبع ... إنه نفس حزنى إذ لم أستطع إستكمال هذا
المعرض المثير بأكمله .. ربما في وقت آخر .
أتسير معي قليلاً يا صديقي قبل أن نفترق ؟ ... جميل ... أتعرف ؟ .. لقد بدأت أعتقـــــــد في وجود صلة قرابة بين هذا الرجل
و _ هوارد آيكن _ مخترع الكومبيوتر ... إنها برامج الحيــــــــــاة علي شاشة ملونة .. إنها نوافذ ديزنى و ديكارت و فرويد،
إنها تقنية فريدة فيما يختص بالإتصال بين الفن و الحياة ... إننى أشكر هذا الرجل .. أما أنت ...
فإلي اللقاء يا صديقي.
_________________________________
بقلم : عبد الوالي علي .....من هواة الفنون التشكيلية
______________

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية